درس: صلح الحديبية وفتح مكة، دروس وعبر
إعداد: ذ/ منير بن رزوق
المحاور المحددة في الإطار المرجعي:
صلح الحديبية: السياق والنتائج
فتح مكة: دواعيه ونتائجه
أسس انتشار الإسلام وبقائه
أولاً: أهتدي بسورة يوسف وأوظفها في الدرس
النصوص المعاني
﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ (يوسف: 4)
الرؤيا الصادقة وعد من الله تعالى لعباده الصالحين بالنصر والتمكين.
﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: 92)
التحلي بالتسامح من أهم أسباب الصلح بين المتخاصمين.
المحور الأول: صلح الحديبية السياق والنتائج
سياق صلح الحديبية
وقع صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وذلك بعد منع قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الدخول إلى المسجد الحرام. حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا صادقة بدخوله مكة معتمراً هو وأصحابه، إلا أن قريشاً منعتهم من دخولها.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان ليخبرهم بأنهم لم يأتوا لقتال، فأمسكوا عثمان وأشاعوا خبر مقتله. وبايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال (بيعة الرضوان). في النهاية، أرسلت قريش سهيل بن عمرو لعقد صلح الحديبية مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
نتائج صلح الحديبية (بنود المعاهدة)
توقف الحرب وتمديد الهدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
عودة المسلمين إلى المدينة ذلك العام وأداء العمرة في العام التالي.
رد الرسول صلى الله عليه وسلم من يأتيه من قريش مسلماً، وعدم رد قريش من يأتيها من المسلمين مرتداً.
من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في عهد المسلمين دخل فيه.
الدروس والعبر المستفادة من هذه الأحداث
كانت بنود صلح الحديبية في ظاهرها تحمل الاستسلام والخضوع لقريش، إلا أنها تضمنت في باطنها فتحاً كبيراً للمسلمين. تمثل ذلك في تمكين المسلمين من تبليغ ونشر الدعوة الإسلامية إلى الناس بحرية. فاعتنق الإسلام بعد الصلح عدد كبير من الناس، وذلك بعدما أمنوا جانب قريش، ودخلت هيبة المسلمين في قلوب المشركين والمنافقين، وكان لصلح الحديبية دور مهم في فتح مكة الأعظم.
المحور الثاني: فتح مكة دواعيه ونتائجه
دواعي فتح مكة:
وقع فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة. وسببه أن قريشا نقضت عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ساعدت قبيلة بني بكر في الاعتداء على قبيلة بني خزاعة التي كانت قد انضمت إلى حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نتائج فتح مكة
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً دون قتال، وحطم الأصنام التي كانت حول الكعبة، واعتنق كثير من أهل مكة دين الإسلام، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم عفواً عاماً عن أهل مكة، اقتداءً بيوسف عليه السلام عندما عفا عن إخوته، كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: 92). وأصبح المسلمون دولة قوية في جزيرة العرب.
المحور الثالث: الحرية والسلم والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه
الحرية: اعتُبرت من بنود صلح الحديبية: "من أراد أن يدخل في دين وعهد محمد له ذلك، ومن أراد أن يدخل في دين قريش له ذلك".
السلام والسلم: فقد سعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلح والسلم في معاهدة الحديبية، واشترط توقيف القتال لعشر سنين، وفتح مكة تم دون حرب أو قتال.
التسامح: عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن قريش بعد فتح مكة بقوله لهم: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾. فرغم كل الأذى الذي لحقه صلى الله عليه وسلم، إلا أنه عفا عنهم وعلم الناس معنى التسامح وحقن الدماء.
الوفاء بالعهود: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرد كل من يأتيه من قريش بغير إذن وليه التزاماً بالعهد. كما رجع إلى المدينة حتى السنة التالية لأداء العمرة، التزاماً بالعهد.
هذه المواقف تشهد على أن الإسلام هو دين السلم والتسامح والحرية والوفاء بالعهود.
إرسال تعليق