الدرس السابع : نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
ملخص درس مادة التاريخ اولى باكالوريا
تذكير بالإطار المرجعي للدرس
المفاهيم والمصطلحات المركزية : معاهدة فاس - نظام الحماية - الاحتلال العسكري - المقاومة المسلحة - الاستغلال الاستعماري.
المضامين المحورية: ظروف فرض نظام الحماية على المغرب - مراحل الاحتلال العسكري للمغرب - دور المقاومة في مواجية الاحتلال العسكري - مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته.
مقدمة
أسفرت الضغوطات الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م عن فرض نظام الحماية الفرنسية والإسبانية منذ سنة 1912م، وبداية مشروع الاستغلال الاستعماري فما ظروف فرض الحماية على المغرب؟ وما مراحل الاحتلال العسكري والمقاومات التي واجهته وما مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب؟
ظروف فرض الحماية على المغرب وبعض مضامينها
أ- ظروف فرض الحماية على المغرب
الظروف الخارجية (السياق الدولي)
تعرض المغرب لضغوط استعمارية عسكرية وسياسية، منها:
- احتلال فرنسا لوجدة والدار البيضاء 1907، وإسبانيا للعرائش والقصر الكبير سنة 1911.
- انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906.
- إبرام فرنسا لاتفاقيات مع إيطاليا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا للانفراد بالمغرب .
الظروف الداخلية
- ضعف السلطة المركزية وتزايد حدة الثورات والتمردات أخطرها تمرد «بوحمارة» ما بين 1902 و 1909.
- انتشار الفقر والأمراض والأوبئة والجراد والمجاعات.
- تزايد حجم القروض الأجنبية وإثقال كاهل المغاربة بالضرائب غير الشرعية.
ب- شكلت مضامین معاهدة الحماية مسا واضحا بسيادة المغرب
نصت معاهدة الحماية المفروضة على المغرب بتاريخ 30 مارس 1912 على مجموعة من المضامين نذكر منها:
- إدخال إصلاحات إدارية وتعليمية واقتصادية ومالية وعسكرية إلى المغرب.
- احترام السلطان وأسرته وممتلكاته والوضعية الدينية بالمغرب.
- قبول السلطان بالاحتلال العسكري الفرنسي لبعض المناطق المغربية بذريعة استتباب الأمن.
- منع السلطان من إبرام أية معاهدة أو اتفاقية دولية دون موافقة سلطات الحماية.
- تعيين مقيم عام يمثل فرنسا بالمغرب ويُمَتِّلُ هذا الأخير في علاقاته الخارجية.
مراحل الاحتلال العسكري للمغرب والمقاومات المواجهة له
أ- مر الاحتلال العسكري للمغرب بمراحل مختلفة
قبل 1912 : احتلت فرنسا بعض المدن المغربية كوجدة، والدار البيضاء، وفاس، والرباط
1914-1912 : توغل الجيش الفرنسي، بعد توقيع معاهدة الحماية في مناطق دكالة، وعبدة، وسوس، وغيرها.
1920-1914 : احتلت القوات الفرنسية خلالها أجزاء مهمة من الأطلسين المتوسط والكبير.
1926-1921 : احتلت القوات الإسبانية شمال المغرب.
1934-1931 : احتلت خلالها فرنسا الجنوب الشرقي من المغرب واستولت إسبانيا على الجنوب.
ب- واجه المغاربة الاحتلال العسكري بمقاومة شرسة
انطلقت المقاومة المسلحة من البوادي المغربية مباشرة بعد توقيع الحماية سنة 1912، ومن أشهرها:
مقاومة الأطلس المتوسط: قادها المقاوم «موحا أوحمو الزياني» الذي ألحق بالقوات الفرنسية هزائم مذلة، خاصة في معركة الهري سنة 1914 بالقرب من مدينة خنيفرة.
مقاومة الريف: تزعمها «محمد بن عبد الكريم الخطابي» الذي كبد القوات الإسبانية خسائر فادحة، لاسيما في معركة أنوال الشهيرة سنة 1921.
مقاومة الجنوب: تزعمها «أحمد الهبة» ومن بعده أخوه «مربيه ربه»، وكانت وقعة «سيدي بوعثمان» سنة 1912 أشهر محطاتها التي انتهت لصالح القوات الفرنسية.
مقاومة الأطلس الكبير: قادها المقاوم «عسو أوبسلام» الذي خاض معارك طاحنة ضد القوات الفرنسية، أشهرها معركة «بوغافر» سنة 1933.
عوامل توقف المقاومة المسلحة : توقفت المقاومة المسلحة التي قادتها القبائل المغربية نتيجة عوامل متداخلة، منها:
- تفاوت موازين القوى بين الجيوش المحتلة ذات الأسلحة الحديثة والقوات المغربية ذات الأسلحة التقليدية.
- تعاون بعض القواد المغاربة مع قوات الاحتلال الفرنسية والإسبانية مثل العيادي والكلاوي.
- غلبة الطابع العفوي على عمليات المقاومة وغياب التنسيق فيما بينها.
- استعمال الغازات السامة في الريف، ومحاصرة مناطق المقاومة والتضييق عليها.
مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب
أ- شمل الاستغلال الاستعماري للمغرب ميادين مختلفة
آليات الاستغلال الاستعماري:
- في المجال الإداري : تقسيم المغرب خلال فترة الحماية إلى ثلاث مناطق نفوذ:
- المنطقة السلطانية: تميزت بوجود إدارتين: مغربية شكلية يحتفظ فيها السلطان بالسلطة الدينية، وفرنسية فعلية يحتكر فيها المقيم العام جميع السلط (التنفيذية والتشريعية).
- المنطقة الخليفية: تعيين مندوب إسباني سامٍ يُسيّر شؤون المنطقة بمساعدة السلطات المخزنية.
- المنطقة الدولية : يقصد بها مدينة طنجة التي كانت خاضعة لتسيير مزدوج: سلطة الإدارة المخزنية الشكلية الممثلة في مندوب السلطان، وسلطة الإدارة الدولية المشكلة من أجهزة مختلفة مثل لجنة المراقبة والمجلس التشريعي.
- في المجال الاقتصادي والمالي: اعتمدت سلطات الحماية آليات عدة لاستغلال ثروات المغرب من خلال: مد الطرق والسكك الحديدية، وبناء السدود، وتشييد الموانئ، إلى جانب جلب فروع مؤسسات بنكية عدة، والرفع من قيمة الضرائب لتمويل إنجاز الأشغال الكبرى.
مظاهر الاستغلال الاستعماري
الاستغلال الاستعماري بالمغرب جميع المجالات، ومن مظاهر ذلك نجد:
فلاحيا : الاستيلاء على أجود الأراضي الفلاحية في إطار الاستيطانين الرسمي والخاص، وتشجيع الزراعات التسويقية.
صناعيا : احتكار فرنسا لعملية استخراج المعادن المغربية على رأسها الفوسفاط وتسويقها عبر شركاتها، والاهتمام بالصناعات الاستهلاكية.
تجاريا : هيمنة السلطات الفرنسية والإسبانية على التجارة المغربية سواء الداخلية أو الخارجية؛ وإغراق السوق الوطنية بالمنتجات الصناعية الأوربية.
ب- خلف الاستغلال الاستعماري انعكاسات خطيرة على المغرب
اقتصاديا: انتقال ملكية الأراضي إلى الأجانب، وتضرر الصناعات التقليدية نتيجة منافسة الصناعة الأوربية، واستنزاف ثروات البلاد، إضافة إلى ارتباط المغرب تجاريا بفرنسا وإسبانيا وعجز ميزانه التجاري.
اجتماعيا: تدهور وضعية الفلاحين بتحولهم إلى أجزاء، وإفلاس الحرفيين والتجار المغاربة، وتزايد حدة الفقر والبطالة والأمية، إلى جانب انخفاض القدرة الشرائية ومستوى الأجور، وتزايد الهجرة القروية وظهور أحياء الصفيح بالمدن.
خاتمة
نتج عن تحول نظام الحماية إلى الحكم المباشر ظهور الحركة الوطنية وتجدد الكفاح المسلح من أجل تحقيق الاستقلال.
المصدر : كرونو باك للمستوى اولى باك
تعريفات ومصطلحات درس نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
معاهدة فاس (1912): اتفاقية فرضت نظام الحماية الفرنسية على المغرب، تم توقيعها في 30 مارس 1912، بموجبها تنازل السلطان عن سلطاته لصالح فرنسا.
نظام الحماية: شكل من أشكال الاستعمار فرضته فرنسا وإسبانيا على المغرب سنة 1912، حيث تم الإبقاء على السلطان شكليًا بينما سيطرت الدولتان على الحكم.
الاحتلال العسكري: عملية السيطرة العسكرية التدريجية على المغرب بين 1907 و1934 من طرف فرنسا وإسبانيا بهدف تأمين مصالحهما الاستعمارية.
المقاومة المسلحة: رد فعل مغربي شعبي قاده شيوخ القبائل والمجاهدون لمواجهة الاحتلال بين 1912 و1934، وشملت معارك بارزة مثل الهري وأنوال.
الاستغلال الاستعماري: استنزاف الموارد الطبيعية والبشرية المغربية من طرف سلطات الحماية، مثل السيطرة على الأراضي، والمعادن، والضرائب.
تعريف الشخصيات في الدرس
بوحمارة: قائد متمرد مغربي اسمه الحقيقي "جيلالي الزرهوني"، تزعم تمردًا بين 1902 و1909 ضد السلطان عبد الحفيظ. (توفي 1909).
موحا أوحمو الزياني (1863-1921): قائد مقاومة الأطلس المتوسط، اشتهر بقيادته لمعركة الهري عام 1914.
محمد بن عبد الكريم الخطابي (1882-1963): قائد مقاومة الريف، ألحق هزائم بالقوات الإسبانية خاصة في معركة أنوال عام 1921.
أحمد الهبة (1876-1919): قائد مقاومة الجنوب ضد الاحتلال الفرنسي، تزعم وقعة سيدي بوعثمان عام 1912.
عسو أوبسلام (1890-1963): قائد مقاومة الأطلس الكبير، خاض معركة بوغافر عام 1933 ضد الفرنسيين.
أسئلة وأجوبة حول نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
- ما هي ظروف فرض الحماية على المغرب؟
تشمل الظروف الخارجية مثل مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906، واحتلال فرنسا لوجدة والدار البيضاء، والظروف الداخلية مثل ضعف السلطة المركزية وانتشار الفقر والأوبئة. - ما هي مضامين معاهدة الحماية المفروضة على المغرب سنة 1912؟
تضمنت المعاهدة إدخال إصلاحات في مختلف المجالات، واحترام السلطان ووضعه الديني، وقبول الاحتلال العسكري لبعض المناطق المغربية. - ما هي مراحل الاحتلال العسكري للمغرب؟
مرت مراحل الاحتلال بين 1907 و1934، شملت احتلال فرنسا وإسبانيا لمدن ومناطق مختلفة مثل وجدة، والدار البيضاء، والريف، والأطلس الكبير. - ما هي أشهر المقاومات المغربية ضد الاحتلال العسكري؟
من أبرز المقاومات: مقاومة موحا أوحمو الزياني (معركة الهري 1914)، ومقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي (معركة أنوال 1921)، ومقاومة أحمد الهبة (وقعة سيدي بوعثمان 1912). - ما هي عوامل توقف المقاومة المسلحة ضد الاحتلال؟
من العوامل: تفوق الأسلحة الحديثة للجيوش المحتلة، تعاون بعض القواد المغاربة مع الاحتلال، واستعمال الغازات السامة، ومحاصرة مناطق المقاومة. - ما هي مظاهر الاستغلال الاستعماري بالمغرب؟
شمل الاستغلال الفلاحي (الاستيلاء على الأراضي)، والصناعي (احتكار استخراج المعادن)، والتجاري (السيطرة على التجارة وإغراق السوق بالمنتجات الأوروبية). - ما هي انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المغرب؟
اقتصاديًا: استنزاف الثروات وتضرر الصناعات التقليدية. اجتماعيًا: تزايد الفقر والبطالة والأمية، وانتشار الهجرة القروية وظهور أحياء الصفيح.
إرسال تعليق