الدرس الرابع : الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح
ملخص الدرس مادة التاريخ للمستوى اولى باك.
تذكير بالإطار المرجعي للدرس
المفاهيم والمصطلحات المركزية: الضغط الاستعماري - وقعة إسلي - اتفاقية للامغنية - حرب تطوان - الحمايات القنصلية - الامتيازات الأوربية - إصلاحات المخزن.
المضامين المحورية: الضغوط الاستعمارية على المغرب بمختلف أشكالها - نتائج الضغوط الاستعمارية على المغرب - الإصلاحات المتخذة لمواجهة الضغوط الاستعمارية - محدودية الإصلاحات وأسبابها.
مقدمة
واجه المغرب خلال القرن 19م مجموعة من الضغوطات الاستعمارية العسكرية والدبلوماسية؛ فرضت على السلاطين المغاربة ضرورة القيام بعمليات إصلاحية. فما الضغوطات الاستعمارية على المغرب ونتائجها؟ وما الإصلاحات المتخذة ودورها في مواجهة تلك الضغوط؟
الضغوط الاستعمارية ونتائجها على المغرب خلال القرن 19م
أ- تعرض المغرب خلال القرن 19م لضغطين عسكريين حاسمين
معركة إسلي: استغلت فرنسا دعم المغرب للمقاوم الأمير عبد القادر الجزائري لتفرض عليه مواجهة عسكرية غير متكافئة في وادي إسلي سنة 1844. انتهت بانهزامه وتوقيعه اتفاقية صلح يوم 10 شتنبر 1844 ، ثم معاهدة للامغنية سنة 1845 التي تُركت بموجبها الحدود المغربية الجزائرية بدون تدقيق خاصة جنوب فكيك.
حرب تطوان: اتخذت إسبانيا مقاومة سكان الأنجرة لتجاوزات قواتها بسبتة مبررا لإعلان الحرب على المغرب، وامتدت المواجهة بين سنتي 1859 و 1860 مسفرة عن هزيمته الثانية؛ وتوقيع معاهدة الصلح عام 1860 التي اشترطت عليه دفع غرامة مالية قدرها 20 مليون ريال وتوسيع رقعة سبتة ومليلية لصالح الإسبان.
ب- مورست على المغرب خلال القرن 19م ضغوط اقتصادية وسياسية عدة
مظاهر الضغوط الاقتصادية
المعاهدة التجارية المغربية الإنجليزية: أبرمت سنة 1856 ومكنت رعايا الإنجليز من امتيازات عدة، منها: المساواة التجارية بينهم وبين المغاربة، وإعطاؤهم الحرية التامة في التعامل التجاري والتنقل والسكن والكراء ، وإسقاط «الكنطرادات» والممنوعات، بالإضافة إلى تحديد نسبة التعريفة الجمركية على الواردات بنسبة %10.
المعاهدة التجارية المغربية الإسبانية: أمضيت سنة 1861 ومنحت الرعايا الإسبان بالمغرب حق الملكية العقارية، وفتحت أمامهم الموانئ والمصايد الساحلية، كما وطدت حق حمايتهم.
مظاهر الضغوط السياسية
تسوية بيكلار 1863: أعطت لممثلى الدولة الفرنسية والدول الأجنبية المتعاقدة مع المغرب الحق في منح « الحماية القنصلية » للرعايا المغاربة؛ الذين يُعفون من أداء الضرائب ومتابعة القضاء الشرعي المغربي.
مؤتمر مدريد: عقد سنة 1880 يطلب من السلطان الحسن الأول للحد من الحماية القنصلية ومخاطرها، لكن قراراته أكدت ما جاء في المعاهدات السابقة، ومنحت الدول الأوربية امتيازات إضافية أخطرها حق الملكية بالمغرب.
ج- أسفرت الضغوط الاستعمارية على المغرب عن نتائج خطيرة
كانت للضغوط الأوربية علي المغرب نتائج خطيرة يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات:
مجاليا: فقدان المغرب لبعض أجزائه الترابية لفائدة فرنسا وإسبانيا مثل: توات، وتدكيلت، وسيدي إفني.
سياسيا: إضعاف الإدارة المخزنية في شخص السلطان؛ وفقدان المغرب لهيبته وتجرؤ الدول الأجنبية عليه.
اقتصاديا: تراجع كبير في مداخيل الدولة، وإغراق السوق المغربية بالمنتجات الأجنبية، وترتب على ذلك عجز الميزان التجاري وإفلاس الحرف التقليدية.
إصلاحات المخزن المختلفة لمواجهة الضغوط الاستعمارية
أ- تنوعت الإصلاحات التي نهجها المخزن لمواجهة الضغوط الاستعمارية خلال القرن 19م
عسكريا: حاول المغرب تكوين جيش نظامي وتزويده بالأسلحة سواء المجلوبة من الخارج أو المصنوعة في المغرب (معمل للسلاح بكل من فاس ومراكش)، كما ارسل البعثات الطلابية إلى الخارج لدراسة الفنون الحربية، واستقدم أطرا عسكرية اجنبية لتدريب قواته من المدفعية والمشأة.
اقتصاديا: شجع المغرب زراعتي القطن وقصب السكر، وباشر عملية استخراج المعادن، كما قام القناطر والجسور وإصلاح الموانئ وتشييد معمل السكر ومصنع الورق، فضلا عن اقتناء الآلات العلاجية والصناعية الضرورية.
ماليا: بادر المغرب إلى ضرب نقود جديدة بباريس سنة 1881 ، وتأسيس "مكينة السكة" بفاس تتولى إصدار بعض القطع الفضية والنحاسية، كما قام بفرض ضرائب جديدة مثل الترتيب.
إداريا: أسس المخزن دار النيابة ومجموعة من الوزارات كالعدل والمالية والخارجية، وأحدث بعض القيادات الصغرى.
تعليميا: أنشأ المخزن مدارس عصرية يلقن فيها الحساب واللغات، وأرسل البعثات الطلابية لأوربا، كما أدخل المطبعة وأصلح برامج الدراسة لجامعة القرويين.
ب- عوامل محدودية الإصلاحات المخزنية وفشلها
باءت الإصلاحات المخزنية المغربية بالفشل نتيجة عوامل متداخلة نميز فيها بين مستويين:
مستوى داخلي: يرتبط بضعف التمويل وغياب التصور الواضح والشامل لعملية الإصلاح، وتردد الاوبئة والكوارث الطبيعية كالطاعون والكوليرا والجفاف والجراد، ومعارضة الفقهاء وأعيان القبائل والزوايا للمشروع الإصلاحي.
مستوي خارجي: يتمثل في إثقال الدول الأجنبية المغرب بالديون وعرقلتها كل محاولة إصلاحية يتخذها، وكساد عدد من المنتجات المستوردة من الخارج في مقدمتها الأسلحة.
خاتمة
تزايدت حدة الضغوط الاستعمارية رغم كل الإصلاحات المخزنية؛ لينتهي الأمر بفرض الحماية الأجنبية على المغرب سنة 1912.
المصدر : كتاب كرونو باك اولى باك
تعريف مصطلحات درس الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح
الضغط الاستعماري: مجموعة من التدخلات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي مارستها القوى الأوروبية على المغرب خلال القرن 19م لفرض نفوذها.
وقعة إسلي: معركة بين المغرب وفرنسا سنة 1844 بوادي إسلي نتيجة دعم المغرب للمقاومة الجزائرية بقيادة الأمير عبد القادر، انتهت بهزيمة المغرب.
اتفاقية للامغنية: معاهدة وقعت سنة 1845 بين المغرب وفرنسا تركت الحدود المغربية الجزائرية غير محددة جنوب فكيك.
حرب تطوان: مواجهة عسكرية بين المغرب وإسبانيا (1859-1860) انتهت بهزيمة المغرب ودفع غرامة مالية وتوسيع مناطق الاحتلال الإسباني.
الحمايات القنصلية: نظام يمنح امتيازات للأجانب والمغاربة المرتبطين بهم، بما في ذلك الحصانة من القضاء المغربي والإعفاء من الضرائب.
الامتيازات الأوروبية: حقوق اقتصادية وسياسية منحت للأوروبيين بالمغرب كحرية التجارة، الملكية العقارية، والحماية الدبلوماسية.
إصلاحات المخزن: إجراءات إصلاحية نهجها المغرب في القرن 19م لتحسين الجيش والاقتصاد والإدارة والتعليم لمواجهة الضغوط الاستعمارية.
تعريف الشخصيات
الأمير عبد القادر: قائد المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، دعمه المغرب مما أدى إلى وقعة إسلي.
السلطان المغربي (عبد الرحمن بن هشام): السلطان الذي واجه الضغوط الاستعمارية خلال وقعة إسلي وحرب تطوان وحاول إصلاح المخزن.
الحسن الأول: سلطان مغربي حاول تقليص الحمايات القنصلية خلال مؤتمر مدريد 1880، ولكنه واجه تصاعد الضغوط الاستعمارية.
أسئلة وأجوبة حول الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح
ما هي الضغوط العسكرية التي تعرض لها المغرب خلال القرن 19م؟
تعرض المغرب لضغوط عسكرية من فرنسا في معركة إيسلي عام 1844، ومن إسبانيا في حرب تطوان بين 1859 و1860، مما أدى إلى هزيمته وتوقيع معاهدات فرضت عليه شروطًا مجحفة.
ما هي الضغوط الاقتصادية التي مورست على المغرب في القرن 19م؟
أُجبر المغرب على توقيع معاهدات تجارية مع دول أوروبية، مثل المعاهدة المغربية الإنجليزية عام 1856، التي منحت امتيازات تجارية واسعة للأجانب وأثرت سلبًا على الاقتصاد المحلي.
ما هي الإصلاحات التي قام بها المغرب لمواجهة الضغوط الاستعمارية؟
قام المغرب بإصلاحات عسكرية، اقتصادية، إدارية، ومالية، مثل تحديث الجيش، تشجيع الزراعة والصناعة، إنشاء وزارات جديدة، وإصدار عملة جديدة.
ما أسباب فشل الإصلاحات المخزنية في المغرب خلال القرن 19م؟
فشلت الإصلاحات بسبب ضعف التمويل، غياب رؤية شاملة، معارضة داخلية من الفقهاء والزوايا، والتدخلات الأجنبية التي عرقلت الجهود الإصلاحية.
ما هي نتائج الضغوط الاستعمارية على المغرب في القرن 19م؟
أدت الضغوط إلى فقدان المغرب لأجزاء من أراضيه، إضعاف السلطة المركزية، تدهور الاقتصاد، وزيادة التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية.
إرسال تعليق