الدرس الخامس : أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929
مادة التاريخ للمستوى اولى باك
تذكير بالإطار المرجعي للدرس
المفاهيم والمصطلحات المركزية : مؤتمر السلم - معاهدات الصلح - مبادئ ولسون للسلام - عصبة الأمم - الثورة البلشفية - حكومة فيمار - التضخم - أزمة 1929 - الفاشية - النازية.
المضامين المحورية : نتائج الحرب العالمية الأولى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية - التطورات الكبرى في أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929 - آثار أزمة 1929 على أوربا.
مقدمة
قاد التنافس الإمبريالي الدول الأوربية إلى خوض أول حرب عالمية بين سنتي 1914 و 1918م؛ خلفت نتائج وتطورات كبرى. فما نتائج الحرب؟ وما أبرز التطورات التي عاشتها أوربا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م؟
نتائج الحرب العالمية الأولى
أ- تعددت الخسائر البشرية والمادية للحرب العالمية الأولى
بشريا : ارتفاع كبير في عدد القتلى والجرحى في صفوف الدول المتحاربة لا سيما في ألمانيا.
اقتصاديا : دمار المصانع والمساكن والبنيات التحتية خاصة في فرنسا، وانهيار الإنتاج الاقتصادي وقيمة العملات الوطنية، وارتفاع حجم الديون، وتعمق العجز التجاري.
اجتماعيا : اتساع دائرة الفقر والمجاعة، وارتفاع عدد المعطوبين والأرامل واليتامى، وحصول خلل في الهرم السكاني.
ب- أسفرت الحرب العالمية الأولى عن تحولات سياسية كبرى
انعقاد مؤتمر الصلح بباريس سنة 1919م مسفرا عن توقيع معاهدات عدة، في مقدمتها معاهدة «فيرساي» ضد ألمانيا يوم 28 يونيو 1919م التي قضت باقتطاع أجزاء من ترابها لفائدة الدول المنتصرة، ودفعها تعويضات مالية، وتقليص عدد جيوشها ومنعها من الخدمة العسكرية الإجبارية كما شملت المعاهدات حلفاء ألمانيا مثل معاهدتي «سان جرمان» و «نويي»: الأولى فصلت النمسا عن هنغاريا، بينما أفقدت الثانية بلغاريا قسما من أراضيها. إلى جانب معاهدة «سيفر» سنة 1920 التي جُرِّدت بمقتضاها الإمبراطورية العثمانية من أراضيها العربية المشرقية.
زوال الإمبراطوريات القديمة (الروسية، والعثمانية، والنمساوية - الهنغارية)؛ وبروز دول جديدة مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا.
إنشاء عصبة الأمم بمختلف أجهزتها (مجلس العصبة، والجمعية العامة، والأمانة العامة) لتحقيق السلم والأمن في العالم، وكان مقرها بجنيف.
تطورات أوربا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى إلى سنة 1929م
أ- ارتكزت الثورة البلشفية على مبادئ عدة
ظروف اندلاع الثورة ومراحلها : عاشت روسيا أوضاعا اقتصادية واجتماعية خانقة في ظل النظام القيصري «الأوتوقراطي» والقمعي واحتدت الأزمة بعد مشاركتها في الحرب العالمية الأولى؛ لتندلع بذلك ثورة فبراير 1917م؛ انتهت بإلغاء النظام القيصري وإقامة الحكومة البرجوازية برئاسة «كيرينسكي»، لكنها سرعان ما أسقطت على يد البلاشفة خلال ثورة أكتوبر بزعامة «لينين». هذا الأخير اتخذ مجموعة من القرارات الاشتراكية المتمثلة في تأميم الأراضي والبنوك والمصانع الكبرى، واعلان المساواة بين القوميات ومنحها حق تقرير المصير، إضافة إلى تحقيق السلم والديمقراطية.
تحديات الثورة البلشفية : واجهت الثورة البلشفية معارضة داخلية ( حرب أهلية) قوية من قبل أنصار النظام القديم المدعومين من الحلفاء؛ انتهت بانتصار البلاشفة بفضل التنظيم المحكم للجيش الأحمر وسياسة «شيوعية الحرب»، والإعلان بعدها عن السياسة الاقتصادية الجديدة ثم تأسيس الاتحاد السوفياتي سنة 1922.
ب- واجهت الديمقراطيات الليبرالية صعوبات خانقة بعد الحرب
الأوضاع العامة بعد الحرب في فرنسا
اقتصاديا واجتماعيا : ارتفع مستوى الأسعار والتضخم، وانخفضت القدرة الشرائية، وانتشر الفقر والبطالة.
سياسيا : عمت الاحتجاجات النقابية وواجهتها الدولة بالقمع، واعترضت الحكومات صعوبات شتى لعدم تحقق التوافق السياسي بين أحزابها الوطنية، ورافق كل ذلك نهج سياسة صارمة تجاه ألمانيا وتكثيف استغلال خيرات المستعمرات.
الأوضاع العامة بعد الحرب في ايطاليا
اقتصاديا واجتماعيا : ارتفع حجم الدين الخارجي، وتعمق العجز التجاري، وانخفضت قيمة العملة الوطنية وترتب على ذلك تدني الأجور والقدرة الشرائية وحصول اضطرابات اجتماعية عدة.
سياسيا : استغل «موسوليني» الأوضاع الإيطالية المزرية لصالحه وتمكن من الوصول للسلطة سنة 1922 والتمهيد لتأسيس النظام الديكتاتوري «الفاشي».
الأوضاع العامة بعد الحرب في ألمانيا
اقتصاديا واجتماعيا : ارتفع حجم التضخم ومستوى الديون، وانهار الإنتاج الاقتصادي وقيمة العملة الوطنية وحصل عجز في الميزان التجاري. وواكب ذلك اتساع في دائرة الفقر والبطالة والمجاعة والاحتجاجات.
سياسيا : فرض الحلفاء «حكومة فيمار» سنة 1919 بهدف تحقيق الديمقراطية، واندلعت ثورات مضادة على رأسها ثورة السبارطاكيين بزعامة «كارل ليبنيخت» التي باءت بالفشل، واستغل هتلر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحرجة بألمانيا خصوصا بعد أزمة 1929؛ ليكسب عطف الألمان ويصل إلى السلطة سنة 1933؛ ويمهد بعدها لتأسيس النظام الديكتاتوري «النازي».
ج- الاثار السلبية لأزمة 1929 على أوربا
خصائص الأزمة ومراحلها : اندلعت الأزمة الاقتصادية سنة 1929م من بورصة «وول ستريت» بالولايات المتحدة الأمريكية، لتنتقل بعدها إلى باقي القطاعات الاقتصادية، وسرعان ما اتخذت طابعا عالميا نتيجة للترابط القائم بين الدول الرأسمالية (انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية وجيرانها، مرورا بأوربا سنة 1931، ووصولا إلى باقي المستعمرات سنة 1932م) باستثناء الاتحاد السوفياتي.
آثار أزمة 1929 على أوربا
اقتصاديا : تضررت جميع القطاعات الاقتصادية وبدأت الدولة تتدخل في الاقتصاد الاقتصاد الموجه)، وارتفع مستوى التضخم ونهجت الدول سياسة التقشف.
اجتماعيا : انتشرت البطالة والفقر، وانخفض مستوى الأجور والقدرة الشرائية، وتزايدت حدة الإضرابات والمظاهرات.
سياسيا : فقدت الجماهير الثقة في المؤسسات الديمقراطية ما فسح المجال لظهور تيارات معارضة متطرفة، استطاعت الوصول إلى الحكم وشرعت في نهج سياسة توسعية كما كان الشأن بالنسبة للنظام النازى الألمانى بقيادة «هتلر»، والنظام الفاشي الإيطالي بزعامة «موسوليني».
خاتمة
أسهمت الأوضاع الداخلية لأوربا بعد 1919 ومخلفات الأزمة الاقتصادية في توتر العلاقات الدولية والتمهيد لاندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939م.
المصدر: كتاب كرونو باك اولى باك
تعريف ومصطلحات درس أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929
مؤتمر السلم: اجتماع عُقد في باريس سنة 1919م بعد الحرب العالمية الأولى لتحديد شروط السلام بين الدول المنتصرة والمنهزمة، ونتج عنه معاهدات مثل معاهدة فرساي.
معاهدات الصلح: سلسلة اتفاقيات أُبرمت بين الدول المنتصرة والمنهزمة، أبرزها معاهدة فرساي ضد ألمانيا ومعاهدات سان جرمان ونويي وسيفر.
مبادئ ولسون للسلام: 14 مبدأ طرحها الرئيس الأمريكي وودرو ولسون لتحقيق السلام الدائم، أبرزها حق تقرير المصير وإنشاء عصبة الأمم.
عصبة الأمم: منظمة دولية أُنشئت سنة 1920م لتحقيق السلم والأمن العالمي، وكان مقرها في جنيف.
الثورة البلشفية: حركة قادها الحزب البلشفي بزعامة لينين سنة 1917م للإطاحة بالنظام القيصري الروسي وإقامة دولة اشتراكية.
حكومة فيمار: نظام حكم ديمقراطي فُرض على ألمانيا سنة 1919م بعد الحرب العالمية الأولى، وسُميت باسم المدينة التي أُعلنت فيها.
التضخم: ارتفاع مفرط في أسعار السلع والخدمات نتيجة انخفاض قيمة العملة، شهدته أوروبا خاصة ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى.
أزمة 1929: انهيار اقتصادي عالمي بدأ في بورصة وول ستريت بالولايات المتحدة وامتد إلى أوروبا، مما أدى إلى ركود اقتصادي وبطالة واسعة النطاق.
الفاشية: أيديولوجية ونظام سياسي استبدادي نشأ في إيطاليا بقيادة موسوليني سنة 1922م، يتميز بالقومية المتطرفة وحكم الفرد.
النازية: حركة سياسية قادها أدولف هتلر في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، ارتكزت على العنصرية والقومية المتطرفة وإقامة نظام ديكتاتوري.
تعريف الشخصيات الواردة في الدرس
لينين: قائد الثورة البلشفية في روسيا ومؤسس الاتحاد السوفياتي، قاد تحول روسيا إلى نظام اشتراكي.
كيرينسكي: رئيس الحكومة البرجوازية المؤقتة في روسيا بعد ثورة فبراير 1917م، أُطيح به في ثورة أكتوبر.
موسوليني: مؤسس وزعيم الحركة الفاشية في إيطاليا، حكم كديكتاتور بعد وصوله إلى السلطة سنة 1922م.
هتلر: زعيم الحزب النازي في ألمانيا، قاد بلاده نحو الديكتاتورية والتوسع، وكان سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
كارل ليبنيخت: زعيم ثورة السبارتاكيين في ألمانيا سنة 1919م، التي كانت محاولة لإقامة نظام اشتراكي.
أسئلة حول أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929
ما هي أبرز نتائج الحرب العالمية الأولى؟
تعددت نتائج الحرب العالمية الأولى، منها الخسائر البشرية والمادية، التحولات السياسية الكبرى مثل توقيع معاهدات الصلح وإنشاء عصبة الأمم، وزوال الإمبراطوريات القديمة.
ما هي الثورة البلشفية وما أسباب اندلاعها؟
الثورة البلشفية هي حركة قادها الحزب البلشفي في روسيا سنة 1917، نتيجة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الخانقة في ظل النظام القيصري والقمعي، وأدت إلى إقامة دولة اشتراكية.
ما هي آثار أزمة 1929 على أوروبا؟
أثرت أزمة 1929 على أوروبا اقتصادياً بزيادة التضخم وانتشار البطالة، اجتماعياً بانخفاض مستوى الأجور وارتفاع الإضرابات، وسياسياً بفقدان الثقة في الديمقراطية وصعود تيارات متطرفة.
ما هو مؤتمر الصلح؟
مؤتمر الصلح هو اجتماع عُقد في باريس سنة 1919 بعد الحرب العالمية الأولى، نتج عنه توقيع معاهدات سلام مثل معاهدة فرساي.
كيف أثرت الأوضاع في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى على صعود النازية؟
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، مثل التضخم والبطالة، أدت إلى فقدان الثقة في حكومة فيمار، مما ساعد هتلر على كسب دعم الألمان وصعود النازية.
إرسال تعليق