الدرس الثامن : نضال المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
ملخص درس مادة التاريخ اولى باكالوريا
تذكير بالإطار المرجعي للدرس
المفاهيم والمصطلحات المركزية : الظهير البربري - الحركة الوطنية - كتلة العمل الوطني - برنامج الإصلاحات - وثيقة المطالبة الاستقلال - جيش التحرير - العمل الفدائي - استكمال الوحدة الترابية.
المضامين المحورية: ظهور الحركة الوطنية المغربية - تطورات الحركة الوطنية من الإصلاح إلى الاستقلال - استكمال الوحدة الترابية للمغرب.
مقدمة
شكلت سنة 1930 مرحلة مميزة في تاريخ النضال المغربي الذي انتقل من الأسلوب المسلح إلى المقاومة السياسية، جسدتها الحركة الوطنية في مجموعة من المطالب التي اقتصرت في البداية على الإصلاح قبل أن تتحول إلى الاستقلال؛ ليلج المغرب بعدها مرحلة استكمال وحدته الترابية. فما ظروف نشأة الحركة الوطنية ووسائل اشتغالها؟ وما تطوراتها بين 1930-1956 وما جهود المغرب لاستكمال وحدته الترابية؟
ظروف نشأة الحركة الوطنية وتعددت وسائل اشتغالها
أ- عوامل ظهور الحركة الوطنية
ارتبط ظهور الحركة الوطنية بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، نذكر منها:
- توقف المقاومة المسلحة واشتداد الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب.
- تأثر المثقفين المغاربة بالحركات التحررية العالمية لاسيما بالمشرق العربي.
- اصدار الظهير البربري يوم 16 ماي 1930 القاضي بالتفريق بين العرب والأمازيغ.
ب- ارتكز عمل الحركة الوطنية على وسائل متنوعة
اعتمدت الحركة الوطنية في نضالها السلمي على مجموعة من الوسائل، منها: إصدار الجرائد والمجلات والمنشورات لفضح المشروع الاستعماري، وإنشاء المؤسسات الحزبية (كتلة العمل الوطني بالمنطقة السلطانية وحزبا الإصلاح الوطني والوحدة المغربية بالمنطقة الخليفية) والمدارس الحرة وتكوين الفرق الموسيقية والمسرحية، بالإضافة إلى الاحتفال بعيد العرش وتبني أسلوب المقاطعة التجارية.
شهدت الحركة الوطنية بين 1930 و 1956 تطورات وأحداثا عدة انتهت بالاستقلال والشروع في استكمال الوحدة الترابية
أ- اصلاحات الحركة الوطنية ما بين 1930 و 1939
شكلت الفترة الممتدة بين 1930 و 1939، بالنسبة للحركة الوطنية مرحلة المطالب الإصلاحية سواء في المنطقة السلطانية أو الخليفية:
المنطقة السلطانية: تقدم زعماء "كتلة العمل الوطني" بمجموعة من المطالب الإصلاحية، من بينها : احترام بنود الحماية وإلغاء الإدارة المباشرة، والسماح بإنشاء المدارس والمستشفيات، وإيقاف الاستعمار الرسمي، إضافة إلى المساواة بين المعمرين والمغاربة في الضرائب.
المنطقة الخليفية : طالبت أحزاب المنطقة الإسبانية في مقدمتها حزبا الإصلاح الوطني والوحدة المغربية بإصلاحات عدة نذكر منها: تكوين المجالس البلدية، وإنشاء المؤسسات التعليمية، وتحسين وضعية الفلاحين المغاربة.
ب- انتقل مطلب الحركة الوطنية ما بين 1939 و 1956 من الإصلاح إلى الاستقلال
عوامل الانتقال من مطلب الإصلاح إلى مطلب الاستقلال:
تجسدت مرحلة المطالبة بالاستقلال في تقديم أعضاء حزب الاستقلال لوثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944 إلى سلطات الحماية والسلطان، هذا الأخير تبنى مواقف داعمة لاستقلال المغرب. وقد أسهمت مجموعة من العوامل في انتقال الحركة الوطنية إلى المناداة بالاستقلال، أهمها:
- رفض فرنسا للمطالب الإصلاحية، وتزايد حدة استغلالها الاستعماري للمغرب.
- تراجع قوة فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية.
- إصدار الميثاق الأطلسي سنة 1941 الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- انعقاد لقاء آنفا سنة 1943 طرح خلاله السلطان محمد الخامس فكرة استقلال المغرب على الرئيس الأمريكي روزفلت.
ظروف حصول المغرب على الاستقلال:
ثورة الملك والشعب: توترت العلاقة بين السلطان محمد بن يوسف والإقامة العامة منذ إبداء تعاونه مع الحركة الوطنية، وإدلائه بتصريحات معادية للاستعمار خاصة في خطاب طنجة سنة 1947 ؛ فكان الرد الفرنسي نفيه وأسرته لجزيرة كورسيكا يوم 20 غشت 1953 ومنها إلى جزيرة مدغشقر، وتنصيب محمد بن عرفة عوضا عنه بتواطؤ مع بعض القواد الكبار.
وترتب على نفي السلطان تصاعد المظاهرات المنادية بإرجاعه واندلاع العمليات الفدائية ضد الفرنسيين وممتلكاتهم ومساعديهم من المغاربة؛ وأمام هذا الوضع قررت السلطات الفرنسية إرجاع الملك الشرعي إلى عرشه وشعبه، وتوقيع معاهدة الاستقلال في 2 مارس 1956 بعد سلسلة من المفاوضات (ايكس ليبان وسان کلود).
ب- ركز المغرب بعد استقلاله على استكمال وحدته الترابية بأساليب متنوعة
1956 : استرجاع المنطقة الخليفية الشمالية من الإسبان ثم منطقة طنجة بعد إلغاء النظام الدولي بها.
1958 : استرجاع منطقة طرفاية بعد مقاومة قبائل أيت باعمران.
1969 : استرجاع سيدي إفني بعد مفاوضات مع إسبانيا تحت إشراف هيئة الأمم.
1975 : استرجاع الساقية الحمراء بعد تنظيم المسيرة الخضراء.
1979 : استرجاع منطقة وادي الذهب سنة 1979 بعد مبايعة وفد صحراوي للملك الحسن الثاني بالعاصمة الرباط.
خاتمة
استطاع المغرب، بفضل الكفاح المسلح والنضال السياسي، أن ينال استقلاله سنة 1956، ويشرع في تحقيق وحدته الترابية التي لا زال يسعى إلى تدعيمها.
المصدر : كرونو باك اولى باك.
تعريفات ومصطلحات درس نضال المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
الظهير البربري: مرسوم أصدرته فرنسا عام 1930 بهدف الفصل بين العرب والأمازيغ وتقويض وحدة المغرب الثقافية والسياسية.
الحركة الوطنية: حركة سياسية مغربية نشأت في الثلاثينيات، طالبت بالإصلاح ثم الاستقلال، وقادتها شخصيات بارزة كعلال الفاسي.
كتلة العمل الوطني: أول تنظيم سياسي مغربي تأسس عام 1934، هدفه مقاومة الاستعمار بالمطالب الإصلاحية.
برنامج الإصلاحات: مطالب سياسية واقتصادية تقدمت بها الحركة الوطنية بين 1930 و1939 لتحسين أوضاع المغاربة تحت الحماية.
وثيقة المطالبة بالاستقلال: إعلان قدمه قادة حزب الاستقلال في 11 يناير 1944، يطالب بالاستقلال الكامل للمغرب.
جيش التحرير: تنظيم مسلح بدأ عملياته عام 1955، ساهم في تحرير المناطق المغربية من الاستعمار بعد الاستقلال.
العمل الفدائي: عمليات مقاومة شعبية مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني خلال فترة الاستقلال.
استكمال الوحدة الترابية: جهود المغرب بين 1956 و1979 لاسترجاع مناطقه المحتلة، شملت الساقية الحمراء ووادي الذهب.
تعريف الشخصيات التاريخية في الدرس
محمد بن يوسف (محمد الخامس): ملك المغرب (1909-1961)، قاد النضال ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، وأسس لاستقلال المغرب.
الحسن الثاني: ملك المغرب (1929-1999)، استكمل استرجاع الأراضي المغربية بعد الاستقلال، بما في ذلك الساقية الحمراء ووادي الذهب.
محمد بن عبد الكريم الخطابي: قائد المقاومة المسلحة ضد الإسبان في الريف (1882-1963)، ألهم الحركات التحررية.
علال الفاسي: قائد سياسي ومفكر (1910-1974)، ساهم في الحركة الوطنية وتأسيس حزب الاستقلال.
عسو أوبسلام: قائد مقاومة الأطلس الكبير ضد الاستعمار الفرنسي في ثلاثينيات القرن الماضي.
إرسال تعليق